fbpx
استراتيجية المهمة 2022-2025

الأولويّات الموضوعيّة

على الرغم من أن مهمّة المركز الدولي لعلوم الإنسان واسعة النطاق، وتغطّي قطاعي العلوم الاجتماعية والإنسانية، إنّ جدول الأعمال الاستراتيجي للمركز يركّز على المجالات الموضوعيّة الأولوية، مع توجيه الموارد والجهود إلى حيث يمكن إجراء تغيير كبير وتقييمه بشكل مناسب. 

يدور جدول أعمال المركز الدولي لعلوم الإنسان الموضوعي الجديد حول نموذج “التحوّل” بحسب المسارات الحاليّة في العلوم الإنسانية المتعلّقة بالسياق العالمي المتغيّر. إنّ استخدام هذا النموذج هو تصوّر لرؤية على المدى الطويل تشمل الماضي والمستقبل على حد سواء، وفقًا لمفهوم العلوم الإنسانية والاجتماعية. يعالج المركز الدولي لعلوم الإنسان هذه الأولويات بطرق متعدّدة مع خطط برنامجية مخصّصة تنعكس في الأهداف الاستراتيجية.

 

التحولات البشرية

تعترف التوصية حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي اعتمدتها الدورة 41 لمؤتمر اليونسكو العام (تشرين الثاني/ نوفمبر 2021) بالتأثير العميق والديناميكي للذكاء الاصطناعي (AI) على المجتمعات والأنظمة البيئية والحياة البشرية.  ومن ثم نشأت تحديات أخلاقية جديدة من خلال قدرة خوارزميات الذكاء الاصطناعي على إعادة إنتاج الأحكام المسبقة، المتعلقة مثلاً بالجنس والعرق والعمر، ما يزيد بالتالي من تفاقم أشكال التمييز القائمة، والأحكام المسبقة المتعلّقة بالهويّة.

الحاجة إلى “الأنثروبولوجيا الرقمية” أمر بالغ الأهمية لجعل البيانات أقرب إلى الإنسانية. وللتعامل مع هذه التحولات، اختار المركز الدولي لعلوم الإنسان دمج “الأنثروبولوجيا الرقمية وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي” في المجالات ذات الأولوية الاستراتيجية.

 

التحولات الاجتماعية والثقافية

في العام 2003، طوّرت اليونسكو “استراتيجية متكاملة حول الديمقراطية في إطار المركز الدولي لعلوم الإنسان”. تم إعادة تأكيد مهمّة المركز الدّولي لعلوم الإنسان للعمل على الديمقراطية عبر نشر خريطة طريق اليونسكو “الديمقراطية والتجديد في العالم العربي:

اليونسكو تدعم الانتقال إلى الديمقراطية “(2011). يفهم المركز الدولي لعلوم الإنسان الديمقراطية بمعناها الواسع كعملية لبناء مجتمعات مستقرة وشاملة، ترتكز على المشاركة، واحترام التنوّع، وحقوق الإنسان ودولة القانون. يبقى الموضوع من بين الأولويات القصوى في منطقة الدول العربية والعالم، بسبب وجود صراعات واستبداد وتحديات من أجل مشاركة شاملة وتكافؤ الفرص، بالإضافة إلى كره الأجانب والشعبوية والطائفية المتنامي.

لذلك، يقرّ المركز الدولي لعلوم الإنسان بأن الموضوع لا يزال يتطلب مقاربات سياقية ومتنوعة في الدراسات والسياسات، ويبقي “الديمقراطيات الشاملة” ضمن مجالات الأولوية الاستراتيجية.

 

التحولات البيئية

المركز الدولي لعلوم الإنسان هو جزء من تحالف BRIDGES الدولي المكلّف بفهم نقدي للاستدامة ودراسة النظم الاجتماعية – البيئية المعقدة كشبكة من المعاني والتفاعلات المتعددة الطبقات والتعددية بطبيعتها. كونه متجذّرًا في العلوم الإنسانية، فهو يهدف إلى توسيع علم الاستدامة من خلال إقامة روابط بين أشكال المعرفة المتعددة، بما في ذلك المعرفة التقليدية.

مع الدعوات المقلقة والوعي المتزايد في ما يتعلّق بالإجراءات الملحة التي تعكس سياسات الوجود المستدام، تُعتبر التحولات البيئية أكثر من أي وقت مضى تحديًا عالميًا يجب مواجهته، ليس فقط من كموضوع تقني، ولكن أيضًا كموضوع ذي أولوية في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

يهدف المركز الدولي لعلوم الإنسان من خلال استراتيجيته الحالية إلى زيادة الوعي حول تأثير التحوّلات البيئيّة على الحياة البشرية والاجتماعية، على مستوى القاعدة الشعبية، وكذلك بين المسؤولين الأكاديميين وصانعي السياسات، لا سيما في منطقة الدول العربية، مما يؤدي إلى توليد أشكال جديدة من الضعف والتوتر، والمساهمة في نشر ثقافة الوجود المستدام والمسؤولية والتضامن بين الأجيال.

 

العودة الى الأعلى