يقيم المركز الدولي لعلوم الإنسان اليونسكو – بيبلوس بالتعاون مع الجامعة اللبنانية الأميركية وبالشراكة مع مؤسسة هانس سايدل مؤتمر إقليمي بعنوان “اللُّغة العربيّة ركن أساسيّ لحوار الحضارات”فيحرم الجامعة اللبنانية الأميركية في بيبلوس وذلك في ٧ تشرين الأول ٢٠٢٢. وستنشر الأبحاث المقبولة بنسخة إلكترونيّة وكذلك بنسخة مطبوعة.
الخلفيّة
تتخَطّى أبجَديةُ لُغةِ الضّاد الحروفَ، لِتَخُطَّ بمدادِ السماحةِ الإنسانيّة روحيّةَ التّلاقي بين كلّ الناطقين باللِّسان العربيّ، فتُضحي مادّةً فُضْلى لِحوارٍ حضاريّ، خُطّت حروفُه الأولى في حضنِ التّراث العربيّ المشرقيّ، منذ تفتّقَتْ حناجرُ العربِ بالحروف الأولى للُغَةٍ قُدسيّة كتب فيها المسيحيّون العرب منذ القرون الأولى مؤلّفاتِهم اللاهوتيّةَ، ورتّلوا ليتورجيّتَهم، وأُنزِلَ فيها القُرآنُ الكريمُ في القرن السابع الميلاديّ.
بإمكان اللُّغةَ العربيّةَ أن تكون المادةَ الفُضلى الّتي تَجمعُ الحضاراتِ المختلفةَ، حول حِوارٍ رائِدٍ، في شرقِنا والعالم، لكونها لغةً كونيّةً تجمعُ المسلمينَ في العالم أجمع والمسيحيّين الشرقيين المنتمينَ إلى العائلاتِ الروحيّةِ كافّةً. من أجل ذلك، وتماشيًا مع أهدافِ المركزِ الدولي لعلوم الإنسان الذي يدرسُ الانسانَ المعاصرَ في علاقتِه مع الطبيعة والمجتمع، وبالتوازي مع محاولة الإجابة على مجموعةِ الأسئلةِ المرتبطة بالتطور والحوار وثقافة السلام في العالم، وفي إطارِ توضيح المسائل التي يطرحُها موضوعُ التعايشِ بين شعوبٍ من ثقافاتٍ ولغات وأنظمة اجتماعية مختلفة، ولقاءِ الحضارات القديمة والحديثة، وتعزيزِ الفهم والتضامن الدولي والفكري والأخلاقي بصورة أفضل، الى جانبِ تعزيزِ قيمِ التسامح والعدالة، رأى القيّمونَ على المركز في خضمِّ الصراعات الإقليميّة والدوليّة، وفي زمنِ تزعزعِ الهويّات، ضرورةَ إطلاقِ ورشة عملٍ حول اللغة العربيّة “كهويّةٍ مُحيية” في وجه “الهويّات القاتلة” وكركنِ أساسٍ في حوارِ الحضارات، لكونها تجمعُ تحت رايتها شعوبًا وأديانًا متعدّدة؛ فهي في المرتبة الخامسة بين اللغات الأولى في العالم وفقا لعدد المتحدثين بها، وقد بلغ عدد الناطقين بها اليوم بصفتها لغتهم الأم ٣١٥ مليونًا. واللغة العربية واحدة من ست لغات رسمية للأمم المتحدة.
في زمن التواصل السريع، يسعى المركزُ الدولي لعلوم الإنسان إلى الإسهامِ في حفظ لغة الضاد بمكانة عالية. فأمام التحدّيات الكثيرة التي تتعرّض لها لغتُنا الأم، يجد المركزُ نفسُه مسؤولًا، انطلاقًا من رسالتِه الثقافيّة، عن عملية التوعية على إيقاف إذلال اللغة العربيّة أمام غيرها من اللغات، من خلال استعمال الناطقين بها مصطلحاتٍ أجنبيّة في سياق الجمل العربيّة وكأنها جزءٌ منها. ويجد نفسَه أيضًا مدفوعًا إلى وقف التلوّث اللغوي من خلال التعدّي على قواعد اللغة العربيّة وكتابةِ أحرفِها بالخطّ اللاتيني في الإعلانات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وأمكنةٍ أخرى عديدة. فهذا الاستخدامُ للخط اللاتيني هو جريمةٌ موصوفةٌ يجبُ أن تواجَهَ بسياساتٍ حازمةٍ من قبل المؤسسات الحكومية والتربويّة والاجتماعيّة على مساحة العالم العربي. أمّا القضيّةُ الأهمُّ فهي النظرُ في قضية الترجمة إلى العربيّة من خلال تأسيس مراكز ترجمة تواكبُ أحدثَ الكتب والمراجع والبحوث والتقنيّات والاختراعات والاكتشافات، وترجمتها بشكل فوري من خلال تلك المراكز التي يجب أن تدخلَ في اتفاقيات مع المؤسسات المنتجة ودور النشر العالمية ومراكز الأبحاث.
في هذا السياق ولأنّ التاريخَ هو مدرسةُ الذاكرةِ، ومن أجل التصالحِ مع ذاكرتِنا الجماعية، نسترجعُ أدوارَ المثقّفين العرب، ومنهم المسيحيون، في نقل المعارف والعلوم إلى لغة الضاد من اليونانيّة والفارسيّة والسريانيّة واللاتينيّة. ونستنطقُ المصادرَ لاستجلاءِ الحقباتِ المنسيّة التي أثرى فيها المسيحيّون الثقافةَ العربيّة من خلال حركة الترجمة والنقل في القرون الهجريّة الأولى، ونُلقي نظرةً على دورهم الرياديّ في النهضةِ العربيّة خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
بالاستناد إلى كلّ ما تقدّم من حيثيّات وقبسات من أفكار تتعلّق باللّغة العربيّة، نرغب في تنظيم مؤتمر يقارب لغتنا الأم مقاربة يرفع من شأنها ويسمو بها.
المجالات والمواضيع المحدّدة
- أثر الاستشراق والمستشرقين في اللُّغة العربيّة ودراساتها.
- أثر اللُّغة العربيّة في أبجديات الشّعوب غير النّاطقة بها.
- أثر اللُّغة العربيّة في العلوم والمعارف المختلفة.
- أثر اللُّغة العربيّة في تعزيز الحوار الثّقافي والعلمي بين الأمم والمجتمعات العربيّة وغير العربيّة.
- أثر مفردات اللُّغة العربيّة وحروفها في لغات الحضارات غير العربيّة.
- استراتيجيات لحماية اللُّغة العربيّة من التعدّيات والتّلوث اللّغوي.
- إسهام اللُّغة العربيّة في ترسيخ الهويّة العربيّة.
- إسهام المسيحيين العرب في حركة التّرجمة والنّقل.
- إسهامات العلماء غير العرب في تطوير اللُّغة العربيّة.
- اهتمام الدول غير العربيّة باللُّغة العربيّة وتعليمها.
- اهتمام الدول غير العربيّة بتعليم اللُّغة العربيّة وعلومها.
- اهتمام العلماء غير العرب باللُّغة العربيّة.
- تفاعل اللُّغة العربيّة مع العناصر الحضارية للشّعوب غير النّاطقة بها.
- جهود علماء اللُّغة العربيّة في البلاد غير النّاطقة بها وأثرهم في انتشارها.
- جهود غير العرب في خدمة اللُّغة العربيّة.
- جهود غير النّاطقين بالعربيّة ودورهم في تطوير تعليم اللُّغة العربيّة وانتشارها.
- الدّراسات والأبحاث المعنية باللُّغة العربيّة في مراكز الأبحاث والدّراسات الاستشراقية والتّعليمية في دول العالم المختلفة.
- دراسات وبحوث مشتركة بين الباحثين العرب وغير العرب.
- دور اللُّغة العربيّة في التّفاعل بين الحضارات والثّقافات العالمية.
- دور اللُّغة العربيّة في تجسير الفجوة بين الحضارات والثّقافات العالمية.
- دور اللُّغة العربيّة في تعزيز الفهم والتّضامن الدّولي والفكري والأخلاقي.
- دور المسيحيين الرّيادي في النّهضة العربيّة.
- علاقة اللُّغة العربيّة بتطور الحضارات وازدهارها.
- علاقة اللُّغة العربيّة في بناء اتجاهات ثقافة التّسامح.
- اللُّغة العربيّة وتبادل المعارف والعلوم المختلفة بين الأمم والشّعوب.
- اللُّغة العربيّة وتعزيز قيم التّسامح والعدالة.
- اللُّغة العربيّة وتنمية الحوار بين المجتمعات العربيّة وغير العربيّة.
- اللُّغة العربيّة وثقافة السّلام.
- اللُّغة العربيّة وحوار الحضارات.
- مراكز الاستشراق والدّراسات العربيّة.
-
أي نوع من الأوراق يمكن تقديمه؟
ينبغي أن تندرج الأوراق ضمن إحدى الفئات التالية:
- دراسات أو مشاريع بحثية تشير إلى أحد المواضيع المبيّنة أعلاه، ويجب أن تتبع نهجاً تجريبياً وأن تتطرّق إلى نتائج مشاريع البحوث أو دراسات الحالات.
- مقالات تعالج بشكل فعلي أحد المواضيع المحددة في هذه الدعوة لمشاريع الأبحاث. ويمكن أن تشير إلى مناقشات نظرية أو منهجية، أو إلى تحليل بحوث منشورة أو ممارسات جيدة (أو سيئة).
متطلبات الشكل
يجب أن تتقيّد الأوراق بالنسق التالي:
- عدد الصفحات: ما بين ١٠ إلى ١٥ صفحة
- اللغة المعتمدة: العربية
- قياس الخط: 15 Traditional Arabic.
- الصفحة الأولى: العنوان والاسم والتاريخ
- الصفحة الثانية: الملخص
- مرجع التعليقات الختامية على كامل البحث
تقييم مشاريع الأبحاث
ستنشر الورقة النهائية في مجلة المركز وستناقش في مؤتمر.وستقوم اللجنة العلمية بتقييم المقترحات على أساس ما يلي:
- أهمية أهداف البحث ومواءمتها مع محور هذه الدعوة لتقديم المقترحات؛
- محاولة جمع أدلة حول النتائج؛
- المساهمة في مجموعة المعارف؛
- الإطار النظري؛
- الاتساق في التصميم والمنهجية؛
- جدوى خطة العمل وملاءمتها، بما في ذلك الجداول الزمنية والمواعيد النهائية.
المهل الزمنية
يجب تقديم الملخصات إلى فريق المركز عبر البريد الالكتروني التالي: [email protected] ووفقاً للمهل الزمنية التالية:
الموعد النهائي لتقديم الملخص: ٣١ آب ٢٠٢٢
إشعار القبول أو الرفض: يجب أن يتلقى مقدّم الطلب إشعاراً بعد أسبوع واحد من تقديم الملخص
الموعد النهائي لتقديم الورقة: ٢٢ أيلول ٢٠٢٢